الكتاب: تحفة المودود بأحكام المولود المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) المحقق: عبد القادر الأرناؤوط الناشر: مكتبة دار البيان - دمشق الطبعة: الأولى، 1391 - 1971 عدد الأجزاء: 1 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] |
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه نستعين (1/3)
الْحَمد لله الْعلي الْعَظِيم الْحَلِيم الْكَرِيم الغفور الرَّحِيم
الْحَمد لله رب الْعَالمين الرَّحْمَن الرَّحِيم مَالك يَوْم الدّين أظهر خلق الْإِنْسَان من سلالة من طين ثمَّ جعله نُطْفَة فِي قَرَار مكين ثمَّ خلق النُّطْفَة علقَة سَوْدَاء للناظرين ثمَّ خلق الْعلقَة مُضْغَة وَهِي قِطْعَة لحم بِقدر أَكلَة الماضغين ثمَّ خلق المضغة عظاما مُخْتَلفَة الْمَقَادِير والأشكال وَالْمَنَافِع أساسا يقوم عَلَيْهِ هَذَا الْبناء الْمُبين ثمَّ كسا الْعِظَام لَحْمًا هُوَ لَهَا كَالثَّوْبِ للابسين ثمَّ أنشأه خلقا آخر فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ
فسبحان من شملت قدرته كل مَقْدُور وَجَرت مَشِيئَته فِي خلقه بتصاريف الْأُمُور وَتفرد بِملك السَّمَوَات وَالْأَرْض يخلق مَا يَشَاء {يهب لمن يَشَاء إِنَاثًا ويهب لمن يَشَاء الذُّكُور} الشورى 49 وتبارك الْعلي الْعَظِيم الْحَلِيم الْكَرِيم السَّمِيع الْبَصِير الْعَلِيم {هُوَ الَّذِي يصوركم فِي الْأَرْحَام كَيفَ يَشَاء لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم} آل عمرَان 3