الكتاب: نظم اللآل في الحكم والأمثال المؤلف: عبد الله فكري «باشا» بن محمد بليغ بن عبد الله بن محمد (المتوفى: 1306هـ) شرحه: عبد المعين الملوحي - دمشق قال الشارح: وعملي في هذا الكتاب أني شرحت في اختصار ما ورد فيه من حكم وأمثال، أما الألفاظ فيأتي تفسيرها ضمن الشرح [الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع] |
حرف الهمزة (1/1)
ابْدأ بنفسِكَ فانهَها عن غيّها ... فإذا انتهَتْ عنهُ فأنتَ حكيمُ
عليك أن تبدأ بنفسك، إذا أردت الإصلاح، وأن تكفها عن الأذى والضلال، فإذا استقامت لك كنت حكيماً، وحق لك عندئذ أن تنهى الناس عن الضلال.
اجعلْ جليسَك دفتراً في نَشرِه ... للمَيْتِ من حِكَم العلومِ نشورُ
اجعل الكتاب جليسك، فإن في نشره نشراً للحكمة والعلم يحيا به الميت.
احذرْ محلَّ السوءِ لا تنزلْ بهِ ... وإذا نَبا بِكَ منزِلٌ فتحوَّلِ
لا تنزل منزل السوء والذل، فإذا ضاق بك منزل فاتركه وتحول إلى غيره.
أحسنْ إلى الناسِ تستعبدْ قلوبَهمُ ... فطالما استعْبدَ الإنسانَ إحسانُ
إحسانك للناس يجعلهم لك أخواناً وأنصاراً، والإنسان عبد الإحسان.
أحسَنُ ما يخرْجُ مِن يَديْكا ... تأديةُ الحقِّ الذي عَليْكا
إذا أديت حق الناس عليك فعلت ما يليق بك، وكان ذلك خيراً من أن تعطي من ليس له عليك حق.
احفظْ لسانكَ أنْ يقولَ فتُبتلى ... إنَّ البلاءَ مُوَكَّلٌ بالمنْطقِ
لا تقل شيئاً يسبب لك الأذى والبلاء، وصن لسانك، فإن البلاء مرتبط باللسان.
احفظْ لسانكَ أيُّها الإنسانُ ... لا يلْدَ غَنَّك إنَّه ثُعبانُ
احفظ لسانك، فإنه يلدغك كالثعبان.
أحَقُّ الناس في الدّنيا بِعيْبٍ ... مُسيءٌ لا يُبالي أنْ يُعابا
أحق الناس بالعيب من لا يصلح عيوبه ولا يكترث بعيب الناس له.
احْملِ النفسَ على مَكروهِها ... إنَّ حلوَ العيشِ محفوفٌ بمُرِّ
اصبر على المكروه، فكل حلو ممزوج بالمر.
أخاكَ أخاكَ إنَّ مَنْ لا أخاً لهُ ... كَساعٍ إلى الهَيْجا بغير سلاحِ
احفظ أخاك فإنه سلاحك الذي تصول به، فإنك إن لم تحفظه كنت كمن يمضي إلى المعركة وليس له سلاح.
اخضعْ لعبدِ السِّوءِ في زمانِهِ ... ودار منْ تَحذَرُ مِنْ لسانِه
إذا كنت في زمن سوء يسود فيه العبيد فاخضع لهم، وإذا بليت بصاحب لسان قادر على الإضرار بك، فعليك أن تسايره وتداريه.
اخْطُ مع الدَّهرِ إذا ما خطا ... واجْرِ معَ الدَّهرِ كما يجْري
إذا مشى الدهر فامش معه وإذا جرى فاجر معه كما يشاء.
أخْلِقْ بذي الصَّبرِ أن يحظى بحاجتِه ... ومُدمِن القَرْعِ للأبوابِ أن يَلِجا
الصابر يظفر بحاجته، والمثابر على قرع الباب لا بد أن يدخل البيت.
أدبُ الكبيرِ مِنَ التَّعَبْ ... كَبُرَ الكبيرُ عنِ الأدَبْ
يمكن أن يؤدب الصغير أما تأديب الكبير فجهد ضائع.
إذا أبصرَ المرْءُ المروءَة والتُّقى ... وإنْ عَمِيَ العينانِ فهْو بصيرُ
إذا كان المرء يميز الخير من الشر ويعرف مواطن المروءة والتقوى، فهو البصير، بفؤاده. وإن كان أعمى العينين.
إذا أتَتِ الإِساءةُ مِنْ وضيعٍ ... ولَمْ ألُمِ المُسيءَ فمنْ ألومُ
إذا أساء لي الوضيع واللئيم فمن الذي ألومه إن لم ألمهما.؟
إذا أرسلْتَ في أمرٍ رَسولاً ... فأفْهِمهُ وأرسِلْهُ حَكيما
ليكن رسولكَ حكيماً، فهو يعرف كيف يتصرف ما دمت قد أفهمته ما يريد.
إذا استغْنَيْتَ عنْ شيءٍ فدَعهُ ... وخُذْ ما أنتَ مُحتاجٌ إليه
دع عنك ما تستغني عنه، وخذ ما تحتاج إليه.
إذا أعوَزَتْكَ أكُفُّ اللِّئامِ ... كفتْكَ القناعَةُ شِبْعاً ورِيَّا
القناعة أن تشبع وأن ترتوي فدع عنك الطلب إلى اللئام.
إذا أكملَ الرَّحمنُ للمرءِ عقْلهُ ... فقدْ كَمُلتْ أخلاقُهَ ومآربُهْ
إذا تم عقل المرء تم له كل شيء.
إذا المرءُ أعيتَهُ المروءةُ ناشئاً ... فمَطْلبُها كَهْلاً عليهِ بَعيدُ
إذا لم ينل المرء المجد في شبابه فقل أن يناله في شيخوخته.
إذا المرءُ أفشى سِرَّهُ بلِسانِهِ ... ولامَ عليهِ غيرَهُ فَهْوَ أحمقُ
إذا أفشيت سرك إلى من لا يحفظه ثم لمته على إفشائه فأنت أحمق.
إذا المرءُ أولاكَ الهوانَ فأولِهِ ... هَواناً وإنْ كانتْ قريباً أواصرُهْ
إذا سامك إنسان هواناً فسُمْه الهوان، وإن كان قريباً لك.
إذا المرءُ لمْ يبنِ افتخاراً لنفسهِ ... تضَايقَ عنهُ ما بنَتْهُ جدودهُ
لا خير للمرء في مجد بناه له جدوده إن لم يبن مجداً لنفسه.