الكتاب: الإتباع
    المؤلف: أبو علي القالي، إسماعيل بن القاسم بن عيذون بن هارون بن عيسى بن محمد بن سلمان (المتوفى: 356هـ)
    المحقق: كمال مصطفى
    الناشر: مكتبة الخانجي - القاهر / مصر
    عدد الأجزاء: 1
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

الإتباع لأبي على القالي

قَالَ أَبُو عَليّ: الإتباع على ضَرْبَيْنِ: فَضرب يكون فِيهِ الثَّانِي بِمَعْنى الأول فَيُؤتى بِهِ تأ ; يدا، لِأَن لَفظه مُخَالف للفظ الأول، وَضرب فِيهِ معنى الثَّانِي غير معنى الأول فَمن الإتباع قَوْلهم: أسوان أتوان، فِي الْحزن، وأسوان من قَوْلهم: أسى الرجل يأسى أسى: إِذا حزن، وَرجل أسيان وأسوان أى حَزِين، وأتوان من قَوْلهم: أتوته أَتَوْهُ، بِمَعْنى أَتَيْته آتيه، وَهِي لُغَة لهذيل، قَالَ قَالَ خَالِد بن زُهَيْر:
(يَا قوم مَا بَال أبي ذُؤَيْب ... كنت إِذا أتوته من غيب)

(يشم عطفي ويمس ثوبي ... كأنني أربته بريب)

وَيَقُولُونَ: مَا أحسن أَتَوْ يدى النَّاقة وأتى يَديهَا، يعنون: رَجَعَ يَديهَا، فَمَعْنَى قَوْلهم: أسوان أتوان: حَزِين مُتَرَدّد يذهب ويجئ من شدَّة الْحزن. وَيَقُولُونَ: عطشان نطشان، فنطشان: مَأْخُوذ من قَوْلهم: مَا بِهِ نطيش، أى مَا بِهِ حَرَكَة، فَمَعْنَاه: عطشان قلق.
وَيَقُولُونَ: خزيان سوآن، فسوآن: مَأْخُوذ من قَوْلهم: سوأة سوآء، أَي أَمر قَبِيح، وَرجل أَسْوَأ وَامْرَأَة سوآء، إِذا كَانَا قبيحين، وَفِي الحَدِيث.

(1/71)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث