الكتاب: الأمالي
    المؤلف: يموت بن المزرع العبدي، من عبد القيس، البصري، أبو بكر (المتوفى: 304هـ)
    [الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

؟؟ بسم الله الرحمن الرحيم " ربِّ زدني علماً " أخبرنا الشيخ الأصيل أبو بكر محمد ابن الإمام الحافظ أبي طاهر إسماعيل أبي عبد الله بن عبد المحسن بن الأنماطي أطال الله بقاءه، قراءة عليه، ونحن نسمع، قيل له: أخبرك الشيخ الجليل أبو المحاسن محمد بن السيِّد بن فارس الأنصاري، قراءة عليه، وأنت تسمع، فأقرَّ به؛ أنبأ القاضي المنتجب أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز القرشي، إجازةً، أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسين بن أحمد بن السريِّ النَّيسابوري البزَّاز، المعروف بابن الطفَّال، بمصر سنة تسع وثلاثين وأربعمئة، أنبأ أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري؛ أنشدنا يموت بن المُزرَّع.
أنشدنا أبو هِفَّان، لنفسه " من الطويل ":
فإِن تسأَلي عنَّا فإِنا حُلى العُلى ... بنو مِهزَم، والأَرض ذات المناكبِ
وليسَ لنا عَيبٌ سِوى أَنَّ جودَنا ... أَضَرَّ بنا، والنَّاسُ في كلِّ جانبِ
وأَفنى النَّدى أَموالَنا غيرَ ظالمٍ ... وأَفنى الرَّدى أَعمارَنا غيرَ عائبِ
أَبونا أَبٌ لو كانَ للنَّاسِ كلِّهم ... أَبٌ مثلُهُ أَغناهمُ بالمناقبِ
أنشدنا يموت، قال: أنشدنا أبو هفَّان لنفسه " من الطويل ":
يُعَيِّرني عُربي رجالٌ سَفاهةً ... فَعَزَّيتُ نفسي مُصْدِراً بي وَمُوَرِّداً
فإِني كمثل السَّيف أَحسن ما يرى ... وأهيب ما يلقى، إِذ هُوْ جُرِّدا
أنشدنا أبو هفَّان بنفسه " من الطويل ":
لعمري لئن بَيَّعتُ في دارِ غُرْبَةٍ ... ثيابي أَن ضاقتْ عليَّ المآكلُ
فما أَنا إِلاَّ السيفُ يأْكلُ جفنَهُ ... لهُ حِليَةٌ من نفسهِ وهو عاطلُ
حدَّثنا يموت، ثنا ابن الأبزاري، ثنا جعفر بن أحمد، حدَّثني أبي، قال: كان منصور بن بُجرة النميري ربيعاً شارياً، فلمَّا قتل يزيد بن مَزْيد، والوليد بن طريف الشَّاري، ثنا منصور بن بُجرة، فقال " من الطويل ":
أَيا شجرَ الخابورِ ما لكَ مورقاً ... كأَنكَ لم تأْسَ على ابن طريفِ
فتىً لا يحبُّ الزَّادَ إِلاَّ من التُّقى ... ولا المالَ إِلاَّ من قناً وسيوفِ
عليكَ سلامُ الله وقفاً فإِنني ... أَرى الموتَ وَقَّاعاً بكلِّ شريفِ
دَّثنا يموت بن المُزرَّع، ثنا بُرد بن حارثة، أنبا مصعب الزُّبيري، قال: أتى الدَّرامي الشاعرُ الأوقص قاضي مكة في شيء، فتحامل عليه، فبينا الأوقص يوماً في المسجد الحرام، ينادي ربَّهُ، ويقول: يا ربّ أعتق رقبتي من النَّار؛ فقال له الدَّارميُّ: أَو لك رقبة تعتق؟ لا والله وما جعل الله لك، وله الحمد، من عتق ولا رقبة.
فقال له الأوقص: " ويلك " من أنت؟ قال: أنا الدَّارميُّ، قتلتني " وَحَبَستني "، وجُرت عليَّ.
قال: لا تقل ذاك، إنني أحكم لك.
حدَّثنا يموت بن المُزرَّع، ثنا محمد بن حُميد، حدَّثني عمِّي، " عن " شيخٍ من الحيِّ، قال: لمَّا كانت الفتنة بالبصرة، أنشدني على بن أُمية " من المتقارب ":
دهتنا أُمورٌ تُشيبُ الوليدَ ... ويَخذلُ فيها الصَّديقَ الصَّديقُ
قتالٌ مُبيدٌ، وسيفٌ عَتيدٌ ... وجوعٌ شديدٌ، وخوفٌ، وضيقٌ
وداعي الصَّباحِ يُطيلُ الصِّياحَ: ... السِّلاحَ السِّلاحَ، فَما يَسْتَفيقٌ
فبالله نبلُغُ ما نَرتجي ... وباللهِ ندفعُ ما لا نُطيقُ
حدَّثنا يموت بن المُزرَّع، ثنا محمد بن الصباح، عن محمد بن سلاَّم، عن ابن الماشجون، قال: ذكر أبو عاصم محمد بن حمزة الأسلمي، وهو مدني، قال: بلغ عنِّي حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب أني قلت فيه: " من الوافر ":
لهُ حقٌّ وليسَ عليهِ حقٌّ ... ومهما قال فالحسنُ الجميل
قد كانَ الرسولُ يرى حُقوقاً ... عليهِ لأَهلها وَهو الرسولُ
فغضب عليَّ الحسن بن زيد.
وقال ابن الصباح، ثنا عبد العزيز، عن موسى بن كبير، قال: بلغ الحسن أَنَّ الأسلمي قد هجاهُ، فلمَّا ولي المدينة للمنصور أتاه، في يوم قد فيه للأعراب، متنكِّرا، فأنشده " من الوافر ":
ستأْتي مِدحتي حسنَ بنَ زيدٍ ... وتشهدُ لي بصفِّين القبورُ

(1/1)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث