الكتاب: حدائق الأزاهر في مستحسن الأجوبة والمضحكات والحكم والأمثال والحكايات والنوادر
    المؤلف: محمد بن محمد بن محمد، أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي (المتوفى: 829هـ)
    [الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع]

بطاقة الكتاب   ||   إخفاء التشكيل

حدائق الأزاهر
لابن عاصم الغرناطي
حققه وقدم له أبو همام
عبد اللطيف عبد الحليم
الإهداء
إلى صديقي المستشرقين الجليلين: دون فرناندو دي لاجرانخا الشنتمري ودون فديريكو كورينطي القرطبي تحية لعلمهما وإنصافهما، وذكرى أيام جميلة في الأندلس العزيز.
أبو همام
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه الحمد لله الذي نطفت بحمده صوادح الألسنة في رياض الأفكار، على أفنان الأقلام، ورمت بجواهر توحيده وتنزيهه وتمجيده بحار العقول والنفوس، إلى سواحل الطروس، فتحلت به صدور الكلام، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي رفع الله به منار الإسلام، وبعثه رحمة للأنام، واختصه بمنزلة الاصطفاء والإكرام، فشهد له أهل السماوات والأرض بالتبجيل، ونطفت برسالته وتحقيق جلالته التوراة والإنجيل، فهدى الخلق إلى قصد السبيل، ودعا على بصيرة من ربه إلى دار السلام، ورضي الله عنه آله الكرام، وأصحابه البررة الأعلام، الذين جاهدوا في الله حق جهاده، وقاموا بنصرة أكرم عباده خير قيام، ففازوا في الدنيا بصحبته، وفي الآخرة بجواره في دار المقام، ونستوهب من الله سبحانه لهذا المقام العلي المؤيدي الجهادي النصري اليوسفي تأييداً وتمكيناً ومجداً دائماً وعزاً مكيناً، ونصراً عزيزاً وفتحاً مبيناً، وملكاً مخلداً أبداً على الدوام ويدوم مدى الأيام، مقام مولانا، وعصمة ديننا ودنيانا، المعروف بالحكم والعدل، الجامع لأوصاف الفضل، ذي البأس والنوال والمكارم التي تضرب بها الأمثال، حامي حمى الإيمان، الباذل نفسه الكريمة في رضى الرحمن الحاكم في رعيته بما مر الله به من العدل والإحسان، عين ملوك زمانه وسائر الأزمان، مذل الكفار، وممهد البلاد والأقطار، المحيي بحسن سيرته، وخلوص سريرته، مآثر جدوده الأنصار، المحرز من المفاخر الملوكية، والمناقب الإمامية ما يحق للملة بها الافتخار، ناصر الدنيا والدين، فخر الملوك والسلاطين، الغني بالله أبي عبد الله بن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج بن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر، وصل الله تعالى سعوده، وحرس وجوده، ونصر ألويته السعيدة وبنوده، فهو الذي نصر الله به السنة والكتاب، وآوى الإسلام وأهله منه إلى أمنع حمى وأعز جناب واختصه في هذه الحضرة الجزيرية الأندلسية بفريضة الجهاد، وتكتيب الكتائب وتجنيد الأجناد، ومهد بملكه العادل، وعدله الشامل الأقطار والبلاد، وألف على محبته، ولزوم طاعته قلوب العباد، وهدى به الخلق إلى طريق الرشاد، فالنفوس على حبه مفطورة، والقلوب برجاء سيبه وهيبة سيفه معمورة، والألسنة على جميل ذكره، ولزوم حمده وشكره مقصورة، زاده الله بسطة في ملكه، وجعل جميع البلاد تحت حكمه وملكه، وأدام للإسلام والمسلمين دولته السعيدة المنصورة، وعمر بالسعد الدائم، والعز القائم منازله الرفيعة وقصوره.

(1/1)

الصفحة السابقة   ||   الصفحة التالية
بداية الكتاب    ||   محرك البحث