الكتاب: المنهاج الواضح للبلاغة المؤلف: حامد عونى الناشر: المكتبة الأزهرية للتراث الطبعة: - عدد الأجزاء: 5 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] |
المجلد الأول (1/2)
مقدمة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أبلغ بني العروبة منطقًا، وأفصحهم لسانًا، وأدراهم بمداخل القول، ومناحي الكلام، وعلى آله وصحبه اللسن المقاويل، أولي الحجة الدامغة، والحكمة البالغة.
أما بعد, فقد شاء الله أن أدرس هذا الفن للسنة الأولى من القسم الثاني؛ فرأيت الكتاب المقرر -على ما فيه مما يشهد لصاحبه بالفضل- مضغوطًا ضغطًا دعا إليه ما احتواه من المباحث العديدة في الفنون الثلاثة -وهو أمر يتعارض مع ما تتطلبه حاجة الناشئين في هذه الفنون من بسط وإيضاح فيما قرر عليهم منها؛ لتنكشف لهم أوجه المعاني، وينبسط ما تعقد منها، فيسهل عليهم تحصيلها- رأيت ذلك إلى ما شهدته من تشتيت وتشريد فيما تعين لهم من موضوعاته، مما أدى إلى تبرم الطلاب، ورفع عقيرتهم بالشكاية في كل مناسبة.
لهذا رأيتني -وقد لمست حاجة الطلاب الملحة، وهم حديثو العهد بالفن- مضطرًّا إلى وضع كتاب يجمع شمل هذه المباحث، ويضم شتاتها في عبارة مكشوفة المعنى، واضحة المراد، مصوغة في القالب الحبيب إلى نفوسهم، القريب من أفهامهم، متوخيًا جهد المستطيع تذليل العاصي، وإدناء القاصي حتى لا يتوعر الطريق، ولا يتعثروا في المسير.
هذا, وقد وضعت "كعادتي" بعد كل مرحلة تمرينين توليت الإجابة على أحدهما؛ تدعيمًا لقواعد العلم في نفوس النشء، وتركت الآخر لأفهامهم؛ مرانًا لهم على الاستقلال في التفكير.